وهذه باقة أخرى جميلة من قصائد الشاعر إيليا أبو ماضي :
.................................................. ...............................
يقول في قصيدته ( عروس الجمال ) :
إذا أطلّ البدر من خدره ... ... فإنّما يطلع كي تنظريه
و إن شذا البلبل في وكره... ... فإنّما يشدو لكي تسمعيه
و إن يفح عطر زهور الربى... ... فإنّما يعبق كي تنشقيه
يا ليتني البدر الذي تنظرين **! .. يا ليتني الطير الذي تسمعين !
يا ليتني العطر الذي تنشقين **! ..أوّاه ! لو تصدّق يا ليتني !
.................................................. ............................................
ومن قصيدته الرائعة ( فلسفة الحياة ) هذه الأبيات :
أيّهذا الشّاكي وما بك داء.. ..كيف تغدو اذا غدوت عليلا ؟
هو عبء على الحياة ثقيل.. .. من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال.. ..لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا.. .. ويظنّ اللّذات فيه فضولا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه.. ..لا تخف أن يزول حتى يزولا
أنت للأرض أولا وأخيرا.. .. كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ.. .. فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا.. .. فيسقي من جانبيه الحقولا
ما أتينا إلى الحياة لنشقى.. .. فأريحوا ، أهل العقول، العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه.. . أخذته الهموم أخذا وبيلا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء.. .. كن جميلا تر الوجود جميلا
.................................................. .................................................
وهذه الأبيات من قصيدة ( أنتِ و الكأس ) :
أنتِ والكأس في يدي.. .. فلمن أنتِ في غدِ؟
فاستشاطت لقولتي.. ..غضبا في تمرّد
وأشاحت بوجهها.. ..وادّعت أنّني ردي!
كاذب في صبابتي.. ..ماذق في تودّدي
قلت: عفوا ، فإنّها.. .. سورة من معربد
وجرى الصلح، والتقى.. ..ثغرها ثغري الصدى
قالت: الحبّ سرمد.. ..قلت: لا شيء سرمدي
أتحبّينني إذا.. .. زال مجدي وسؤددي ؟
فأجابت لفورها.. ..أنتَ ، لا المجد، مقصدي
ومن قصيدته ( وداع و شكوى ) :
أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا.. ..فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى.. ..حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
يوم النوى ، للّه ما أقسى النّوى.. ..لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا
نتجاذب النظرات وهي ضعيفة.. ..ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا
لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا.. ..كادت مع العبرات أن تتدّفقا
يا صاحبي تصبّرا فلربّما.. ..عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا
إن كانت الأيّام لم ترفق بنا.. ..فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقا
وطن يضيق الحرّ ذرعا عنده.. ..وتراه بالأحرار ذرعا أضيقا
مشت الجهالة فيه تسحب ذيلها.. ..تيها، وراح العلم يمشي مطرقا
شعب كما شاء التخاذل والهوى.. ..متفرّق ويكاد أن يتمزّقا
.................................................. ....................................
وهذه أحلى الأبيات من قصيدة ( إسأ لوها ) :
اسألوها ، أو فاسألوا مضناها.. ..أيّ شيء قالت له عيناها ؟
فهو في نشوة و ما ذاق خمرا.. ..نشوة الحبّ هذه إيّاها
ذاهل الطرف شارد الفكر ،.. ..لا يلمح حسنا في الأرض إلاّ رآها
و حفيف النسيم في مسمع.. ..الأوراق نجوى تبثّها شفتاها
يحسب الفجر قبسه من سناها.. ..و نجوم السماء بعض حلاها
لمس الحبّ قلبه فهو نار.. ..تتلظّى و يستلذّ لظاها !
كلّ نفس لم يشرق الحبّ فيها.. ..هي نفس لم تدر ما معناها
.................................................. .................................................
وفي قصيدته ( كم تشتكي ) يقول :
كم تشتكي و تقول إنّك معدم.. ..و الأرض ملكك و السما و الأنجم ؟
و لك الحقول وزهرها و أريجها.. ..و نسيمها و البلبل المترنّم
و الماء حولك فضّة رقراقة.. ..و الشمس فوقك عسجد يتضرّم
هشّت لك الدّنيا فما لك واجما ؟.. ..و تبسّمت فعلام لا تتبسّم
إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى.. ..هيهات يرجعه إليك تندّم
أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقل.. ..شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم
يا من يحنّ إلى غد في يومه.. ..قد بعت ما تدري بما لا تعلم
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم.. ..لا تقبح الدّنيا و فيها أنتم
.................................................. ..............................................
*************